You are currently viewing حين يتحكم الحمقى في أفكارنا!
تهيئة محركات البحث

حين يتحكم الحمقى في أفكارنا

في حوار هزلي، وبعبارات يسودها طيش المراهقة، وحماس جندي منتصر..

تحدث بصوت ملؤه السعادة والفخر بإنجازاته المبهرة (الأستاذ/ حذلوق زمانه) مع صديقه الذي تعرف عليه من زمن قريب معبرا عن مدى سعادته من تكوين صداقات بالآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي – وما هي الا مجرد أرقام للأسف – ناصحا له أن يأتي فعله! 

-ولكن كيف يا حذلوق؟! 

لم اعتد الوقوف أمام الكاميرا لاستعرض حياتي أو أصفف شعري!، كما أني لست خفيف الظل مثلك، ولا أملك تقاسيم وجهك الجذابة! 

-السيد حذلوق يرد وبكل حذاقة: الموضوع سهل، تحدث فيما هو ممنوع، وافعل ما يستفز المشاعر، ولا يمنع إن أظهرت جزء من جسدك بنقش التاتو، و لتتمايل برقصة التانجو، وسيحبك كل من خوى قلبه وعقله. 

رجع صديقه – الغير مقرب – لمنزله وعيونه مملوءة بأحلام يقظة وردية فرشها له السيد حذلوق زمانه.

يشاهد أمام عينيه رسائل المعجبين والمعجبات وطلبات الصداقة الافتراضية والعقود الإعلانية التي تتسابق للحصول على شرف ظهوره فيها! 

همس لنفسه قائلا: 

السيد حذلوق زمانه، أصبح قدوة التافهين بجدارة، يتابعون أخباره بشغف، وإن كانت فارغة المعنى، لكنهم سعداء!

واشتد الحوار الداخلي مردداً لنفسه: لكنه حقق ثروة لا بأس بها، فلا يضر بعض الترويح عن النفس وبيع السعادة وجني بعض المال السهل… 

وطال الفكر وتتابعت الأحلام الواحد تلو الآخر حتى نام صديقنا عازما على تقليد (السيد حذلوق زمانه)، نام كالطفل يحلم بهدايا العيد ومفاجآته، وبقدوته الجديدة!!..

لكني اتسائل ..  ياترى أيما فخر رأى هذا الشخص في هذا الصديق اللئيم؟! 

وأي فائدة حقيقية قدمها يا سيد (حذلوق) ومن يدعي الشهرة أمثاله؟!

هل نصح؟ أمر بمعروف؟ أم أمر ببرّ!!

وهل يُلام (السيد حزلوق زمانه) حقاً آم اللوم على من فتح المجال لهذه الفئة من التغلغل في المجتمعات؟!

منذ متى وأصبح الرجل العربي في مهب الريح يتمايل في دلال ويأتي أفعال النساء! 

ينتقل للدردشة من تطبيق لتطبيق، حريصا أن يكون ضمن الأعلى مشاهدات والأكثر جدلا، يتحدث فيما يعلمه وفيما لا يعلمه!

منذ متى وقد أصبح الرجل الشرقي لا يرى سوى نفسه!

فيقضي الوقت في تصفيف شعره وهندمة ملابسه، بل منهم من سعى لاستعارة ساعة فاخرة، ونظارة أنيقة وسيارة مؤجرة، غارقا في عالمه الافتراضي، مسبباً الشقاء لمتابعيه من الطبقة الكادحة، تاركا خلفه حقائق الواقع من أسرة وأصدقاء، متناسيا أنه خلق لهدف، وأن برامج التواصل الاجتماعي مصيرها للفناء مهما طال بها الزمن، وكذلك العُمر في كل لحظة تمضي يقترب لنهايته!.

 

اترك تعليقاً